domingo, noviembre 02, 2008

Messari habla de Hassan Benmefti.

Nuestro amigo Mohamed Larbi Messari se suma a quienes han querido homenajear, horas después del fatal desenlace, al malogrado Hassan Ben Mefti. El señor Messari evocó los años del "Cairo" de una generación poco común en la que estuvieron, entre otros, Bouanani,Molato, Nouri, Mechbal, Jamai , Ben Mefti y el propio Messari.
Historias de amistad duradera y fidelidades perpetuas.


ذهب حسن

آخر مرة رأيته فيها، منذ بضعة أيام، لم يكن قادرا على أن يتكلم. وكنت بدوري عاجزا عن أقول شيئا أكثر مما يقوله وقوفي إلى جانب سريره. عاجزان عن الكلام، كل لسبب، وبينهما تاريخ يمتد في الزمن آتيا من فترة الطفولة.
قال لي الطبيب إنه يحرك شفتيه يهم بأن يقول شيئا، وشجعني على أن أكلمه أنا لأنه يسمع. ولم تسعفني الوقفة المرتبكة إلا بهمهمة كانت هي التعبير عن العجز عن أن تفصح عما في الخاطر.
صاحب الجسد المسجى أمامي في غرفة الإنعاش، عاش وهو يعبر بالشعر و بالسينما، وأيضا بالتعبير الإذاعي، وهو ما لم يبرز مساء السبت في الساعة التي خصصتها له دار زنقة البريهي. وقد اشتركنا معا في فترة من العمر في برنامج لم يكن مروره عابرا.
لكن حسن ارتبط في الذاكرة الجماعية بالزجل وبالسينما. وكان منذ وقت مبكر ولوعا بالسينما تكاد الواجبات المدرسية تتقاسم برنامجه اليومي مع قاعات العرض السينمائي في تطوان.
وكان شغفه بالسينما المصرية يدفعه إلى أن يغامر بالذهاب إلي حارة الباريو، حيث سينما فيكتوريا. وذلك ليتابع الفيلم العربي الذي يعرض هناك، بعد أن يكون قد شاهد كل ما في القاعات التي تقع في وسط المدينة.
وبعد 1956 لم يكن في ذهنه شيء آخر غير أن يتوجه إلى القاهرة كي يضيف إلى ولعه بالسبنما زادا معرفيا يوطد ارتباطه بالفن السابع. وهناك كتب لي أن ألتقي به وهو يعمل في طاقم الإخراج مع كبار المخرجين المصريين. وقد رأيته يعمل في شريط كان زميلنا في الدورة التدريبية بمعهد الإذاعة أحمد فراج يقوم فيه بالبطولة إلى جانب القمورة دائما صباح.
وهناك وجدته قد تعرف على صديق يتميز بكتابة الزجل من زوايا مبتكرة، هو عبد الوهاب محمد. وذات مساء جاء هذا ليزهو علينا بأن " الست " – ليس هناك غير واحدة – قد استقبلته للاستماع إلى شعره، وقال إنه يشعر بأنها ستختار إحدى قصائده لكي تغنيها.
شعرت أن حسن قد تطور كثيرا، بفعل الأجواء التي احتك بها وبالتجارب التي خاضها. وأدركت أن السينما أصبحت هي حياته. وكان قد أدخل في برنامجنا المشترك في قاهرة أواخر الخمسينيات المثول بكيفية منتظمة، في حفلات معهد الموسيقى الشرقية.
وحينما التحق بالمغرب في بداية الستينيات، كانت لنا فرصة لنقوم بعمل مشترك. وتعاونا في برنامج تحمل مسؤوليته ثلاثة منتجين، هو " أحداث ورجال ". كانت المادة الأدبية على عاتقي، وكان هو والمرحوم حسن الشبيهي يتعاونان في الإخراج. كان برنامجا من نمط ماغازين. وهو جنس تعبيري يسمح باستعمال عدة أساليب ضمن الحلقة الواحدة من الحديث إلي المشهد المشخص دراميا إلي الاستجواب والشهادة المباشرة.
كانت فكرة البرنامج تقوم علي أساس استحضار الذكريات التي تحل في الأسبوع الذي تذاع فيه الحلقة. وكانت مدته 30 دقيقة. أذيعت أول حلقة منه في 2 أكتوبر 1960 واستمر حتى غشت 1963. حتى شهور قبيل مغادرتي الإذاعة.
كان برنامجا يشتغل علي الذاكرة، ويتعامل مع المادة بطريقة خلاقة. وكان إخراجه يتطلب إعدادا طويلا، وجهدا أدبيا معمقا. كان إنجاز كل حلقة يتطلب أكثر من ثلاث ساعات للتسجيل، وتدخل عدة مذيعين، وممثلين وممثلات، واستعمال المؤثرات الصوتية.
تمتع حسن بن المفتي بحس فني رفيع، وبأرضية ثقافية راقية. وقبل كل شيء بأخلاق زانها التواضع مع النفس، والتسامح مع الأصدقاء وغير الأصدقاء.
قضى في الدار البيضاء أزيد من أربعة عقود. ضعف ما قضاه في تطوان. وهاهو نداء الحمامة أقوى.


محمد العربي المساري

No hay comentarios: